روض نيوز

مادة كينوا تعد غذاء بروتينيا فائق الفائدة، بحيث وفق اهل الاختصاص فهو يحارب الإمساك ويمنع الرغبة الشديدة في تناول الطعام ومناسب لمرضى السكري.

و مما تثيره كينوا كاسم، هو انها كانت غير معروفة في البلدان العربية و ضمنها المغرب الذي كانت دائما موجودة فيه، غير ان في السنوات الاخيرة بعد ان قامت العديد من مراكز البحوث العلمية بدراستها و اكتشاف قيمتها الغذائية الفائقة، بدأ الناس في امريكا اللاتينية و الشمالية و بعض بلدان اوروبا في ادماجها و تضمينها في الوجبات الغذائية و هناك حتى من ابدع في اعداد وجبات غذائية  خاصة بمادة كينوا.

عندما كنت في تشيلي، البلد الذي  يشتهر بزراعة كينوا على غرار بلدان اخرى جنوب القارة الامريكية، شغلني اسم هذه المادة، و حاولت ان اعرف خصائصها حتى أني بحث عن إسمها الحقيقي باللغة العربية، فلم اعثر عليه.  و كلفني جهدا كبيرا، و سألت تشيليين من أصل فلسطيني، فلم اعثر منهم على ما يفيدني لمعرفة هذه المادة التي يصبغ عليها المختصون طابعا ساحرا و مدهلا لما تحتويه من منافع غدائية و طبية.

لكن في أحد الأيام و انا مستغرق بتركيز في البحث عنها، اكتشفت أن هذه المادة يسمونها المغاربة في الجنوب ب “إيلان”. و اتذكر أن حساء رائعا كنت أشربه بمراكش عندما كنت طفلا، اسمه حساء “إيلان” ظل عالقا في ذهني حتى نسيته مع مر الوقت. و كينوا في تشيلي ذكرتني به، فتبين لي أن كينوا و “إيلان” هما شيء واحد.

و كينوا هي عبارة عن حبوب صغيرة فيها ثلاثة أشكال، شكل أحمر و شكل عاجي و شكل أسود. تتمتع هذه الحبوب بخصائص فريدة مع طرق متعددة لاستهلاكها و إمكانية إدراجها في عدة أطباق، علما ان لكل شكل له طعم خاص.

و بما ان الاهتمام بالنظام الغذائي بات أمرا ضروريا للحصول على حالة جيدة من الصحة البدنية والعقلية، فإن العديد من الناس بدأوا في السنوات الأخيرة يتبعون أسلوب حياة صحي يعتمد على وصفات مغذية وممارسة رياضية متكررة، حيث أن نتائج تطبيق ذلك واضحة جدًا ولا تستغرق وقتًا طويلا و  هي مفيدة في تجاوز حالات التوتر والقلق، فضلا عن ضمان صحة وسلامة جسمانية أفضل ومشاكل هضمية أقل، من بين العديد من الفوائد الأخرى التي يكتسبها الجسم تدريجيًا.

و على هذا الأساس، فالحليف الجيد لتحقيق هذا الهدف المتمثل في تناول طعام صحي وتحسين الصحة هو الأطعمة الفائقة، وضمنها منتجات نمت شهرتها كالنار في الهشيم بسبب العدد الكبير من الفوائد التي تحتوي عليها.

و توصي مراكز الدراسات و البحوث و خبراء التغدية و الصحة باستهلاكها لأنها تجعل كل طبق مغذيًا للغاية وكاملًا، دون الحاجة إلى استخدام عدد كبير من المكونات و التقنيات المعقدة في الطبخ.

و توضح تلك المراكز بأن هناك أطعمة فائقة الجودة من جميع الأنواع ولجميع الاحتياجات ذات وظائف صحية هامة جدا، بدءًا من خفض نسبة الكوليسترول إلى تحسين البصر وتقوية الدفاعات والتحكم في الجلوكوز أو فقدان الوزن.

و كينوا يمكن شراؤها بسعر مناسب جدًا في أي سوبر ماركت وهذا هو السبب في أنها مثالية لوجود العديد منها في المخزن والقدرة على إعداد أطباق صحية وسريعة في وقت قصير.

و من غريب الأمور التي لم يكن لينتبها لها الكثير من الناس، هي أن العديد من الأطعمة الفائقة هي منتجات موجودة بالفعل في منازلهم وربما لم يكونوا على علم بخصائصها الرائعة و بفوائدها الغدائية و الصحية.

إحدى هده الأطعمة الفائقة هي كينوا، والتي إذا لم يجربها المرء بعد، يجب عليه أن يبدأ بإدراجها في القائمة الغذائية الأسبوعية. إنها بذرة ذات خصائص فريدة يمكن استهلاكها عمليا مثل الحبوب، وأصبحت عنصرا أساسيا للرياضيين بسبب محتواها العالي من البروتين، بالإضافة إلى كونها مليئة بالأحماض الأمينية والفيتامينات الأساسية.

هذه هي الفوائد التي ينصح بشدة بتناولها:

1. مصدر للبروتين

إذا كانت كينوا معروفة بشيء أساسي، فهو محتواها العالي من البروتين، وهو ما أكسبها شهرة كبيرة بين الرياضيين الذين يسعون إلى الحفاظ على كتلة عضلاتهم وزيادتها. يُنصح بتناولها إذا كنت، على سبيل المثال، تقوم بتدريب نمو العضلة ذات الرأسين أو الأرداف، ولكن أيضًا إذا كنت ترغب في الحفاظ على شكلك أو فقدان الوزن، لأنها ترضيك وتمنعك من تناول وجبات خفيفة بين الوجبات أو تناول المزيد من الطعام. مما تحتاجه حقا.

في الواقع، تحتوي الكينوا على 12 إلى 16 جرامًا من البروتين النباتي لكل 100 جرام. علاوة على ذلك، فهي تعتبر ذات قيمة بيولوجية عالية لأنها تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية للجسم وبنسب مناسبة لاستيعابها.

2. مناسب لمرضى السكر

الكينوا غذاء موصى به للغاية في النظام الغذائي لمرضى السكري، الذين يجب عليهم مراقبة كمية ونوعية الكربوهيدرات والسعرات الحرارية التي يستهلكونها. يحتوي هذا الطعام الفائق على مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض نسبيًا، لذلك يكون هضمه وامتصاصه بطيئًا ويمنع ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم.

3. يساعد على إنقاص الوزن

الكربوهيدرات الموجودة في كينوا معقدة، مما يعني أنها تساعدك على إنقاص الوزن لأنها أكثر إشباعًا وتحافظ على مستويات الطاقة لفترة أطول في الجسم، مما يمنعك من الشعور بالجوع في كثير من الأحيان واللجوء إلى الرغبة الشديدة.

علاوة على ذلك، فهي لا تحتوي على الدهون، ولكن هذه الدهون هي ذات نوعية جيدة ومتعددة غير مشبعة، مثل الأحماض الدهنية، أوميغا 3 و 6، والتي تعتبر ضرورية للجسم لأنه لا يستطيع إنتاجها بمفرده.

4. يحفز العبور المعوي

إن مساهمتها الكبيرة بالألياف (15 جرامًا لكل 100) تجعل الكينوا حليفًا جيدًا لمكافحة الإمساك وتنظيم العبور المعوي. بالإضافة إلى ذلك، فهي أيضًا مصدر للمعادن مثل الحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والزنك.

كيفية تناول كينوا

الكينوا غذاء متعدد الاستخدامات ويمكن استهلاكه بعدة طرق. على سبيل المثال، يمكن إضافته إلى وجبة الإفطار للحصول على المزيد من البروتين، وخلطه مع الشوفان والحبوب والحليب الساخن، أو حتى إضافته إلى مخفوق البروتين أو عصائر الفاكهة. ويمكن أيضًا تناوله مع الأرز أو تحضير السلطات اللذيذة مع الطماطم وجبنة الفتا والبصل.

و على وجه التحديد، تساعد بروتينات كينوا، كمساهمة كبيرة، في الحفاظ على الشبع وتجعل الأطباق خفيفة مع عدم الإحساس بالجوع طيلة اليوم.

و شخصيا عندما أحضر سلاطة تيولة اللبنانية أدمج فيها كينوا كبديل عن مادة البرغل أو الكسكس للحصول على طعم مختلف و لضمان نسبة مهمة من البروتينات التي تتفوق بها كينوا على العديد من المواد الغذائية.