ضغوط على أمريكا للاعتراف بانقلابها في التشيلي

ضغوط على أمريكا للاعتراف بانقلابها في التشيلي

روض برس

تجري في الولايات المتحدة الأمريكية محاولات جادة و ضاغطة بقوة على حكومة الرئيس جو بايدن لحمله على الاعتراف و تقديم الاعتذار لدولة التشيلي و شعبها على فضيحة ارتكابها لجريمة إجهاض الديمقراطية و الشرعية الدستورية جراء تدخلها عام 1973 لاسقاط حكومة الوحدة الشعبية الاشتراكية و رئيس الدولة سالفادور أليندي الذي كان أول رئيس اشتراكي في التاريخ يأتي لرئاسة الدولة بواسطة صناديق الاقتراع معززا بتزكية تاريخية من قبل البرلمان.

و قد تحدثت العديد من وسائل الإعلام في التشيلي، عن وجود مبادرة في هذا الاتجاه، حيث قدمت مجموعة من المشرعين التقدميين بقيادة السيناتور بيرني ساندرز والنائب ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، مشروع قرار إلى الكونجرس بغاية تقديم اعتذار لدولة التشيلي و شعبها على دور الولايات المتحدة في دعم الانقلاب العسكري ضد حكومة منتخبة ديمقراطيًا في ذلك البلد قبل 50 عامًا.

و اوضحت ذات المصادر الاعلامية بشأن هذه المبادرة المهمة، بأنها  المرة الأولى التي يتم فيها الترويج لاعتراف رسمي بالذنب في أعمال التدخل الأمريكي في التشيلي.

والواقع أن حكومة جو بايدن، عند الاحتفال بالذكرى الخمسين للانقلاب، اقتصرت على الندم على ما حدث في التشيلي، لكنها رفضت تماما الاعتراف بدور واشنطن ناهيك عن التعبير عن ندمها عليه.

محاولة أولى لحمل واشنطن على الاعتراف بمسؤوليتها

ولذلك فإن الترويج للقرار التشريعي هو المحاولة الأولى لحمل واشنطن على الاعتراف بالمسؤولية والندم على الدور الأمريكي في ذلك الفصل المأساوي الذي طبع تاريخ التشيلي الديمقراطي.

و مما اوضحته ان مشروع قرار المشرعين التقدميين يسلط الضوء على محاولات الولايات المتحدة للتدخل وتخريب والإطاحة بحكومة سلفادور أليندي في نهاية المطاف ودعم تنصيب المجلس العسكري الانقلابي الذي قتل وعذب وأخفى الآلاف، مستشهدا بالتحقيقات السابقة التي أجراها مجلس الشيوخ وكيانات أخرى وما كشف عنه رفع السرية الجزئي من الارشيف الرسمي.

ويعرب القرار عن “الندم العميق لمساهمة الولايات المتحدة في زعزعة استقرار المؤسسات السياسية والعمليات الدستورية في التشيلي وللمساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة في توطيد الدكتاتورية العسكرية القمعية للجنرال اغوستو بينوشيي”.

وتضيف المصادر الاعلامية المحلية بخصوص مضمون مشروع القرار أنه يحث على المساءلة الكاملة و التي “تتطلب… الكشف عن الوثائق الأمريكية ورفع السرية عنها” و التي لا تزال سرية فيما يتعلق بالأحداث التي سبقت الانقلاب العسكري وأثناءه وبعده قبل نصف قرن.

ويتعهد مشروع القرار أيضًا بأن الولايات المتحدة سوف تشارك مع الشعب التشيلي “في جهود اظهار الحقيقة والمصالحة ومواصلة الالتزام الثنائي المشترك لتعزيز المؤسسات الحكومية الديمقراطية التي تواجه التهديدات الحالية والمتغيرة للديمقراطية في جميع أنحاء العالم”.

بالإضافة إلى ساندرز وأوكاسيو كورتيز، شارك في رعاية و بلورة مشروع القرار أيضًا أعضاء مجلس الشيوخ تيم كين وجيف ميركلي وكريس مورفي والممثلون الأمريكيون خواكين كاسترو وجريج كاسار ونيديا فيلاسكيز وجيم هايمز.

و قال المشرع اليساري التقدمي ساندرز، المنتمي للحزب الديمقراطي: “دعوني أكون واضحا: علينا أن ندافع عن الديمقراطية هنا في الولايات المتحدة وخارجها،  وهذا يعني أنه يتعين علينا أيضًا أن ندرك أن الولايات المتحدة لم تدافع دائمًا عن الديمقراطية في الخارج، بل إنها في الواقع فعلت العكس في بعض الأحيان”،  مذكرا أنه لإقامة علاقة ثقة واحترام في نصف الكرة الأمريكي، من الضروري التعبير عن الندم و”تقديم المساءلة الكاملة” عن مشاركة الولايات المتحدة في الانقلاب في التشيلي.