مدونة روض نيوز
أصبح لدى المكسيك امرأة يسارية ستحكمها بالفعل و هي تمثل اليسار الراديكالي لحزب “مورينا” الدي يتزعمه الرئيس الحالي أندريس مانويل لوبيز اوبرادور. الرئيسة الجديدة، كلاوديا شينباوم، فازت في الانتخابات الرئاسية الأحد الماضي باعتبارها أول امرأة تحظى بهذا الفوز منذ قرنين على استقلال المكسيك.
التحول الدي طرأ على حقوق و حياة الناس
وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية بأيام طويلة كان الخبراء واستطلاعات الرأي يجزمون بأن شينباوم ستكون هي الفائزة فيها وقد استندوا في تقديراتهم بفوزها على الدعم الدي تلقته من الرئيس اليساري أوبرادور الدي لا تشك قوى اليمين المكسيكية في اكتسابه لشعبية كبيرة خلال الست السنوات الأخيرة مدة ولايته.
و بارتباط مع الرئيس و شعبيته، فهناك عامل آخر حفز الناس على التصويت بشكل كبير لفائدة شينباوم و هو إعلانها الصريح مواصلة الإنجازات الاقتصادية و الاجتماعية وفق السياسات الشعبية التي اعتمدها الرئيس أوبرادور، بحيث نتائجها الملموسة تبدو للعيان في التحول الدي طرأ على حقوق و حياة الفقراء و الشعوب الأصلية و الطبقة العاملة و النساء و الشباب و هي أمور قد يأتي وقتها للحديث عنها من أجل إبراز حقيقة الرئيس اليساري أوبرادور كمناضل يعتمد الربط الجدلي بين القول/الوعد و الممارسة/الفعل.
الانتقال الرابع كمرحلة للثورة الديمقراطية
ولدلك جاءت نتائج الانتخابات لتعطي للرئيسة الجديدة فوزا ساحقا بنسبة 60 في المائة من الأصوات المعبر عنها حيث صوت لفائدتها 35 مليون مواطن و مواطنة، و هي نسبة تفوق بخمسة ملايين التي سبق ان حصل عليها الرئيس أوبرادور الدي كان سببا في نجاحها و مفتاحا لبرامجها و مشاريعها السياسية التي تعد الشعب المكسيكي بتحقيقها في إطار ما رسمه الرئيس و يسطر عليه بخط احمر عريض الانتقال الرابع و هي مرحلة من الثورة الديمقراطية التي تقطع نهائيا مع كل سياسيات الليبيرالية المتوحشة .
الرئيس أوبرادور لن يتدخل في عمل الرئيسة اليسارية
ومن بين الأسئلة التي بدا الخبراء ورجال الإعلام يطرحونها ويسوقونها هي الزعم بأن الرئيسة الجديدة ستدير سياساتها تحت ظل الرئيس اليساري المنتهية ولايته مصورينها وكأنها امرأة قد تكون عاجزة عن تدبير السياسات العمومية. لكن الرد جاءهم من الرئيس أوبرادور عندما قدم تهانيه بفوزها وعبر عن تقديره لها مبرزا قدرتها على تحقيق الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية التي يحتاجها شعب المكسيك، وفي نفس الوقت، أكد بشكل قاطع عدم تدخله في عملها و صلاحياتها كرئيسة للبلد.
وشينباوم هي امرأة يسارية عالمة و لها مسيرة مهنية أكاديمية طويلة اكتسبت من خلالها الكفاءة و التفاني في العمل، و هو ما ظهر في نتائج عملها داخل حكومة الرئيس أوبرادور ز جعلها تنال ثقة الناخبين و كل مؤسسات البلد الثقافية و العلمية و الأكاديمية.
تشبيه الرئيسة المكسيكية بالمستشارة الألمانية السابقة ميركل
واكتسبت ميلها السياسي والعلمي من أبويها الدين يشتركان في أنهما يساريان ومنخرطان في المجال العلمي، ودرست الفيزياء حيث حصلت فيه على الإجازة ولاحقا درست هندسة الطاقة وحصلت فيها على الماجستير والدكتوراه من الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك.
ولكن ما ميزها خلال دراستها في الجامعة هو نشاطها كمناضلة طلابية يسارية منخرطة في الحركة الطلابية و بظهر بعض الفيديو نشاطها الطلابي و هي تطالب و تعبر عن مواقف حركتها و مطالبها الاجتماعية.
ثمة تقدير يذهب حد تشبيه الرئيسة شينباوم بالسيدة أنجيلا ميركل يفيد بأنه ما سوف تحققه شبيه بما حققته المستشارة الألمانية السابقة بدعوى أن الأساس في دلك يكمن في “النهج العملي القائم على العلم”، فضلا عن سياستها في مجال الطاقة المتجددة.
ومن السابق لأوانه التنبؤ بشكل قاطع بالأسلوب الدي ستعتمده الرئيسة الجديدة في تدبير مجمل سياساتها العمومة حتى وإن كان محسوما طبيعتها الاجتماعية الشعبية واستفادتها من تجربة أوبرادور، ولكن التوقعات تبقى مفتوحة خصوصا في السياسات المتعلقة بالنوع الاجتماعي و بمجال الحماية البيئية و قطاع الصحة و السياسات
الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والأمن العام.